2008 يوم الأول من أيا

 نحو حركة دولية جديدة للمستغلين ,
ضد النيو ليبرالية , ضد الحرب , ضد الجوع و الفقر ,
من أجل السلام و الغذاء و المأوى للجميع , من أجل وظائف آمنة و مضمونة ,
نحو بديل تحرري !

 

أطلقت الدول حول العالم العنان لحركة رجعية قاسية ضد سلسلة النضالات الاجتماعية و العمالية و السياسية التي شنتها الحركات المعارضة للنيو ليبرالية منذ أواخر القرن العشرين , مع التدهور التالي العام في ظروف حياة ملايين البروليتاريين الذين يستعبدهم استغلال رأس المال بشكل متزايد .
في كل بلد , تؤدي أولوية المال كمحرك للاقتصاد , و قوانينه المهلكة التي تقوم على أساس زيادة معدلات الفائدة , و التكالب على القروض و الإغراق الاجتماعي , إلى إحداث أزمة عسيرة . يمكن أن نرى نتائجها في ملايين الأسر التي تغرق أكثر في الدين و الإفقار و التي تفقد منازلها و إحساسها بالأمان الاجتماعي . يجري تركيز قوة العمل في وحدات للاستغلال مكثفة أكثر و عالية المرونة و ذلك بهدف تعزيز العرض و التنافسية في المناطق الاقتصادية الكبرى ( توسيع الاتحاد الأوروبي , إعادة إطلاق الميركوسور و الآسيان , أزمة منظمة التجارة العالمية , الخ ) . إن تركيز الإنتاج في احتكارات على أساس عالمي ( في صناعة السيارات , الطاقة , الاتصالات التليفونية , الزراعية – الكيماوية - الدوائية , الخ ) يدمر الثروة الاجتماعية و الوظائف و يقود إلى أزمة غذائية من دون سابق إنذار . ينحى التطور الاقتصادي لخلق شبكة تشبه الخلية العصبية ( التي تمتلك ارتباطات كثيرة مع الخلايا المجاورة – المترجم ) من المواقع صاحبة الامتيازات و الممرات المرتبطة بها من رأس المال و المواد الأولية التي يمكن للاستثمار العام و الخاص أن يلتف حولها , مفقرا بالتالي المناطق الكبرى فيما بينها . و الخلفية لكل هذا هي حالة الحرب المستوطنة التي خلقتها الولايات المتحدة للسيطرة على منظومة الدول التابعة للإمبريالية , و الاستخدام المتزايد للعسكريتاريا و النزعة القومية ( بكل تنوعاتها الدينية و الأثنية ) بهدف السيطرة على أو تحقيق عدم الاستقرار في مناطق تمتد من الشرق الأوسط إلى آسيا و أفريقيا و تدمير استقلالية الطبقات المستغلة بإجبارها على أن تقف إلى جانب دولة محددة أو دين ما أو نخبة ما يفوضونها مصير استغلالهم الحالي و المستقبلي .
في هذا الموقف الصعب تهدف النضالات الاجتماعية و العمالية و السياسية للبروليتاريا في كل بلد إلى مقاومة هذه الأشكال المختلفة للاستغلال الرأسمالي و القمع القاسي الذي تمارسه الدولة , مما يثبت على نحو متزايد أننا نحتاج اليوم إلى :
- التشديد على الاستقلال التام لكل النضالات و الحركات الجماهيرية عن كل المؤسسات السياسية و الاقتصادية ( لا توجد أية دولة أو حكومة أو سوق لديها مصلحة في محاربة النيو ليبرالية ) ,
- المطالبة بالسلام , بحيث أنه سيتعهد عودة ظهور المجتمع المدني و يسمح بتطور النضالات لانعتاق الطبقات المضطهدة اليوم ,
- العمل على إعادة بناء استقلالية و دور الطبقات المستغلة , الدفاع عن و تجديد منظماتها الحرة و المستقلة , كشرط و عامل لا غنى عنه في النضال ضد النيو ليبرالية و الحرب في كل بلد من عالمنا .

إن المنظمات الأناركية الشيوعية و التحررية الشيوعية تدعم و تتعهد و تمد يد العون لأية مبادرة تهدف لإعادة بناء حركة عالمية كبرى
- ضد النيو ليبرالية , تدين كل جرائم المستغلين و تحمل التضامن إلى المنظمات البروليتارية و الحركات المحلية التي تناضل ضد الاعتداءات البرجوازية المحلية أو الأجنبية ,
- ضد الحرب , مطالبة بوقف إطلاق النار , إلغاء العسكريتاريا و نزع السلاح من قبل كل دولة أو نخبة أثنية أو دينية , التي يوحدها ازدرائها لحياة البروليتاريين ,
حركة عالمية كبيرة يوجد قلبها و قاعدتها في المنظمات القاعدية , الاجتماعية و العمالية و الثقافية و السياسية و المعادية للعسكرة , و في قدرتها على توحيد النضالات التي تنشأ على أساس وطني أو عالمي .

نحو ذلك الهدف , فإننا ندعم :
* خلق أفقي لشبكات و تحالفات و منتديات تلهمها ممارسة التنظيم الذاتي و الإدارة الذاتية و العمل المباشر , التي تمثل القدرة الجماعية للعمل ضد تناقضات و عنف النيو ليبرالية و تطور أقصى درجة ممكنة من التضامن العالمي ,
* و كل الجهود التي تساهم في تطوير حركة أناركية عالمية لصراع الطبقات , عبر دعم شبكاتها السياسية و قدرتها على التجميع الاجتماعي في النضالات و جبهات النضال دعما للقوة الشعبية بحيث أنه يمكننا أن ننشر مشروعنا الأناركي الشيوعي و أن نضع البديل التحرري موضع تنفيذ .

(الفيدرالية الشيوعية الأناركية ( إيطاليا
(حركة تضامن العمال ( ايرلندا
(جبهة زابالازا الأناركية الشيوعية ( جنوب أفريق

الأول من أيار 2008

ترجمة : مازن كم الماز